الإشارات تشكل القيم الأساسية في القرآن الحكيم.
عاقبة المؤمنين
[٤٢] تلك كانت عاقبة المكذبين الظالمين ، فما هي عاقبة المؤمنين الصالحين؟
أولا : هؤلاء لا يكلفون فوق طاقتهم ، فليس الايمان أو الواجبات شيئا شاقا حسبما يوهم الشيطان للبشر ، بل هو عمل ميسور.
ثانيا : ان مصير الايمان والصلاح الجنة والرضوان ، وصاحب الايمان والصلاح هو صاحب الجنة والرضوان ، ذلك حق لا ريب فيه.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)
[٤٣] ثالثا : أن الايمان بالله هو مثل للخروج من معتقل الذات الى رحاب الحقيقة ، ومن نتائجه الاولية الواقعية في الرؤية ، وأن يرى الشخص نفسه ، ويرى الآخرين معه ، فلا تضيق نفسه بما أنعم الله عليهم ، ولا ينافق معهم ، ولا يسلب منهم نعم الله أو يحب ذلك ويعلم أن فضل الله على أيّ أحد يتناسب وطيبة نفسه ، ومقدار عمله ، وحكم الله في الحياة ، فاذا لماذا الحقد والحسد؟ ولماذا الفسق والتزوير والنفاق؟ هذه الصفة تنعكس في الآخرة على شكل مؤانسة وصفاء بين قلوب المؤمنين.
(وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ)
الرضا من نعم الله على المؤمنين في الجنة ، فهم كما رضوا في الدنيا بما قسم الله عليهم وأسلموا لربهم ، راضون في الآخرة لأنهم رأوا عاقبة عملهم الصالح.