أيضا ، إن الله ينساهم هناك كما نسوا الآخرة ، وكما أنكروا آيات الله الدّالة على الحقائق.
والله لم يقصّر في هداية الناس حتّى يحتجّوا عليه يوم القيامة ، بل جاءهم بكتاب مفصّل ومبين في كافة حقوق الحياة ، خلفيّته العلم والمعرفة ، وهدفه التوجيه والهداية ، ونهايته السعادة والرحمة ، بينما الكفار ينتظرون تطبيق آيات الكتاب عمليا حتى يؤمنوا به ، وآنئذ لا ينفع الايمان.
بينات من الآيات :
التصور أجنحة الحقيقة :
[٤٨] في يوم القيامة حين ينشغل الجميع بأنفسهم ، يتفرغ أصحاب الأعراف وهم أئمة المتقين لمحاسبة الناس واسترجاع ذكريات الماضي.
(وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ)
أي ملامحهم التي تتأثر بالعذاب ، وتمسخ عن الانسانية الى صور مفزعة.
(قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ)
أي ما الذي أفادتكم الجماعة التي اعتمدتم عليها ، وزعمتم انها ستنفعكم في أوقات العسر والشدة فأين هم الآن!
(وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ)
أي أين ذلك الغرور الذي جعلكم تستكبرون به ، أين القوة وأين الشباب وأين المال وأين الصحة؟ وبالتالي أين تلك الماديات الزائفة التي غرّتكم ، وجعلتكم تتطاولون على الحقيقة ، وتحسبون أنفسكم فوق الحق ، وأعلى من القيم؟!