الخير لها ، فاعلم بأن الله هو الذي يقدّر لك الخير والشر معا ، وانه لو قدر الله لك أمرا فانه لا أحد يملك تغيير أقدار الله ،
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ)
حين يصيبك المرض ويشتد حتى تشعر بمسّه. آنئذ يستيقظ ضميرك ، ويتوجه الى الله القادر على كشف المرض عنك ، بينما قد تكون قبل ذلك غافلا عن ربك.
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
وحين تشعر بلذة الخير الذي يهبط عليك من دون جهد كاف ، هنالك لا تطغى. لأن الله الذي قدر لك الخير قادر على أن يسلبه منك ، كما أنه قادر على أن يزيدك خيرا ، أو حتى على أن يحوله الى سوء في النهاية ..
والتعبير القرآني يؤكد على كلمة ، المساس للدلالة على الضر الذي يشعر بألمه الفرد ، والخير الذي يحس بلذته ..
[١٨] والله يقهر عباده ، ويخضعهم لمشيئته شاؤوا أم أبوا. إنه يقدر لهم السّبات فلا أحد منهم يغلب النوم على ذاته الى ما لا نهاية ، ويقدر عليهم الموت وهم كارهون ، ويأخذهم على تطبيق أنظمة معينة في الحياة ، لا يستطيعون الفرار منها :
(وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ)
ولكن تقدير الله للبشر ليس عبثا ، بل وفق حكمة بالغة ، وخبرة أزلية.
(وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)
فاذا علمت بأن الله القاهر ، فلا تخف! لأن الله حكيم فاذا سلّمت الأمور اليه ، فانه سيبلّغك الى شاطئ الأمان ...