من ينسى يوم الحصاد ينساه الناس في ذلك اليوم ، لأنه قبلئذ كلما قالوا له : ازرع لم يسمع ، وجحد بآيات الله.
(وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ)
قيمة العقل :
[٥٣] قيمة العقل الاساسية انه يرشدك الى الحقائق المستقبلية ، ويجعلك تتجنب المشكلات والصعوبات قبل وقوعها ، والرشيد حقا هو : الذي يتنبأ بالمستقبل ، بينما الغبي حقّا هو : الذي لا يعترف إلا بالواقع الحاضر ، فاذا قيل : إن هذا الجدار يريد أن ينقض ، اتكأ عليه وقال : انني لم أهدم الجدار ، وحين ينهدم الجدار سأقوم عنه ، ولكن إذا أنهدم الجدار هل يبقى له اختيار؟ كلا ..
كذلك المؤمنون والكفار ، أولئك يعقلون المستقبل ويتنبئون به ، ويعملون وفق الرشاد الذي يهديهم اليه العقل ، بينما هؤلاء ينتظرون وقوع الحقائق وحضورها عندهم ، وهذا ما يسميه القرآن بالتأويل ، أي عاقبة الأمر وما يؤول اليه ، وبعد التأويل وحضور المستقبل لا ينفع العلم به شيئا ، إذ آنئذ حتى الحمار يراه!!
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ)
إن انتظار الشفيع ، أو العودة الى الماضي هو نوع من الغباء أيضا ، إذ كيف يبني الله الحكيم الجزاء على أساس عمل الآخرين ، وليس على أساس عمل الشخص ذاته مباشرة أو غير مباشرة؟! وكيف يعود الماضي؟!
إن للإنسان فرصة واحدة فقط هي مدة عمره ، فاذا انقضى أجله ، ولم يستفد من الفرصة ضاعت عليه نفسه والى الأبد.