النعمة والاستجابة لها ، فالأرض الطيبة تخرج نباتها بإذن الله ، أما الأرض الخبيثة فان نباتها يخرج نكدا ، كذلك آيات الله التي أنزلت على الرسل بحاجة الى أرضية مناسبة لدى الإنسان حتى يستفيد منها ، تلك الارضية هي أرضية الشكر والاستجابة ، وإلّا فلا تنفع وهذا أعظم درس نستفيده ، من النظر الى التاريخ ، فلقد أرسل الله نوحا الى قومه ، حيث دعاهم الى عبادة الله ، وحذّرهم من عذابه العظيم ، بيد أن قومه اتهموه بالضلالة ، فنفى عن نفسه الضلالة وبيّن لهم أنه رسول من ربّ السماوات والأرض ، وأنه جاء لينصحهم لأنه يعرف من دونهم تعاليم السماء ، وكيفيّة الاستفادة منها ، ثم بيّن لهم أنه لا عجب في أن يرحم الله عباده ، لأنه ربّهم الذي ينزل عليهم بركاته دائما ، ويزيد لهم التكامل والتطور ، وأن رسالة الله تهدف الاستفادة من الإنذار لكل البشر معنويا بالتقوى ، وماديا بالرحمة.
بيد أن تكذيب الناس لنوح ورسالته سبّب غضب الله لهم ، لأنهم كانوا قوما عمين عموا عن الحق وضلوا فأضلوا.
بينات من الآيات :
الادارة الحكيمة والقدرة المهيمنة :
[٥٧] القرآن الحكيم يلفت نظر البشر الى الطبيعة الزاخرة بالحيويّة والجيشان ، وانطلاقا من الحقائق الظاهرة المشهورة يبلغوا الحقائق الغيبية المعقولة.
الحقيقة المشهورة هي أن الرياح التي تبشر بالمواسم الخيرة وتحمل السحاب الثقال ، فيسوقها الله الى البلد الميت لينزل منها الماء ويخرج به الثمرات ، هذه الحقيقة المشهورة تكشف لنا أمرين :
الأول : أن وراء الطبيعة إرادة حكيمة تسيرها.