أولا : لان الله رب الناس الذي ينزل بركاته المادية المشهودة عليهم في كل لحظة.
ثانيا : لأن البشر بحاجة الى تذكرة حتى يهتدوا ويكتملوا ، والرب يوفر كلما يحتاج البشر إليه.
ثالثا : لأن الله لا يعذب الناس حتى يبعث سلفا رسولا إليهم ، فينذرهم ، ويوفر لهم فرصة التقوى والحذر من العذاب ، ولكي يوفر لهم بالتالي فرصة الرحمة والرخاء والحياة السعيدة.
(أَوَعَجِبْتُمْ)
ولا عجب مما تقتضيه سنن الحياة وفطرة البشر ، ومن ذلك ..
(أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
[٦٤] ولكن مع كل ذلك البيان كذب قوم نوح برسالة الله ، وجاءت العاقبة المناسبة للمؤمنين حيث أنجاهم الله ، والكافرين أغرقهم الله لأنهم لم يستفيدوا من نعمة البصيرة.
(فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ)
هكذا تتجلى صفة الربوبية في قصة نوح وقومه ، إن الله يبعث رسالته رحمة بالناس وتكميلا لنواقصهم ، بيد انهم يرفضون الانتفاع بها ، كما الأرض الخبيثة لا تستجيب للسماء حين تبعث إليها السحاب الثقال.