(لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)
[٦٠] أما الملأ الذين كانوا يستثمرون الجماهير ويتسلطون قهرا عليهم فقد قاوموا رسالة الله.
(قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
إنهم وقفوا عقبة إمام انتشار نور الهداية بين الناس ، فاتهموا نوحا بالضلالة ، وزعموا أنهم يرون ذلك رؤية ظاهرة.
[٦١] ونفى نوح وجود أيّ نوع من الضلالة عنده ، وبيّن لهم انه رسول أرسل إليهم من قبل الرب الذي ينزل بركاته على العالمين.
(قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ)
[٦٢] وينبغي أن يستجيب الجميع لنوح لعدة أسباب :
أولا : لأنه مبلغ لرسالات الرب ، ومن الطبيعي أن تكون تلك الرسالات ذات محتوى تكاملي للبشر ، لأنها صادرة من ربهم الذي يطوّرهم الى الأفضل.
ثانيا : لأنه ناصح يعمل في سبيل رشدهم.
ثالثا وأخيرا : لأنه أعلم منهم ، وعلمه مستلهم من الله ، ويرتبط بتعاليم الله وشرائعه.
(أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ)
[٦٣] وليس بعيدا أن يبعث الله رسولا لعدة أسباب هي :