(لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
فالتذكر يربط الحقائق ، ويستنتج من خلاله المعلومات ، ويلقي بالمسؤوليات والواجبات.
بين البصيرة والاستنباط :
[٥٨] حين يزود الإنسان بسلاح البصيرة النافذة ويتذكر يستنبط الحقائق المختلفة ، أو بالأحرى الأبعاد المختلفة من الظاهرة الواحدة ، فمن ظاهرة السحاب والمطر وإحياء الأرض يتوصل إلى أن نبات الأرض مختلف بالرغم من أن الماء الذي ينزله الله على الأرض واحد ، مما يدل على أن استجابة الأرض للماء شرط أساسي لحياة الأرض ، كذلك استجابة البشر لرسالة الله شرط لانتفاعه بها.
(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً)
أي عسيرا وبخيلا.
(كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ)
فالذين لا يشكرون النعمة ولا يقدرونها حق قدرها لا ينتفعون بالآيات ، كما أن الأرض الخبيثة لا تنتفع بالمواسم الخيرة ، وفي القصص التالية عبر كافية لهذه الحقيقة.
لماذا نوح بالذات؟
[٥٩] لأن الله رب العالمين ورب الإنسان الذي يحب للبشرية التكامل والرقي ، فقد أرسل نوحا الى قومه ولم يرسل غيره ، لأنه منهم وأثره في تطورهم أبلغ ، ولم يدع نوح قومه الى نفسه بل الى ربهم الله الذي لا إله غيره.