على انه عارف بفكرته واع لأبعادها ، ولذلك فهو ليس سفيها غير عارف بطبيعة فكرته.
وهود نفى عن نفسه السفاهة ، وأصرّ مرة اخرى على أنه رسول.
(قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ)
الله الذي استوى على عرش السماوات والأرض يدبر أمورهما ، ويكمل خلقهما ، إنه هو الذي أرسل هودا إلى عاد ليكمل عليهم نعمه ، ويكمل حياتهم.
نزاهة الرسول دليل صدقه :
[٦٨] لم يكن هودا داعيا الى نفسه بل الى ربه ، فلم تكن لديه مصلحة ذاتية في دعوته ، وكانت دعوته الى كلّ خير وحق ، فلذلك فهي في مصلحة الناس وعليهم أن يهرعوا إليها.
(أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ)
وأمانة الإنسان حقيقة ظاهرة ، لا يمكن أن يفرضها ويتكلف في التظاهر بها ، بل هي كما سائر الصفات النفسية الحسنة والسيئة ، تظهر على أفعال الفرد وأقواله ، شاء أم أبى ، لذلك كان الأنبياء (عليهم السلام) يستدلون بهذه الصفة الموجودة في أنفسهم على صدق رسالاتهم دون أن يكذبهم أحد ، لأنها كانت صفة ظاهرة.
[٦٩] ويصدق البشر بالحقائق المألوفة بسهولة ، بينما الحقائق التي لا تقع إلّا عبر فترات متباعدة لا يسهل التصديق بها ، مثلا : التصديق بالثورات والتحوّلات الاجتماعية الكبيرة ليس بسهولة وكذلك التصديق بموت أحد عزيز ، بالرغم من أن هذه وتلك حقائق واقعة وسنن فطرية ، ومن هنا كان أحد العقبات الرئيسية في