طريق إيمان الناس برسالات الله هي انها لم تكن وقائع مألوفة ، فكان الأنبياء يذكرون الناس بأنها حقائق فطرية يصدق بها وجدان البشر ، وهي من السنن التي تقع بين فترة وفترة.
(أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ)
ولا عجب في ذلك لأن الرب الذي يدبّر أمور عباده ، وينزّل عليهم بركاته جدير بأن يهدي الإنسان ، ويذكره بالحقائق ، ثم ان من رحمة الله انّه انزل ذكره على واحد منهم لأن هدفه هو إنذارهم ، والإنذار سيكون أبلغ لو كان عن طريق واحد منهم.
ولان قوم عاد كانوا مغرورين بقوتهم وبطشهم ، لذلك ذكّرهم أخوهم هود بان هذه القوة نعمة من الله وليست من أنفسهم ، بدليل أنها كانت قبلئذ عند قوم نوح فأخذها الله منهم وأعطاهم إياها ، فالقوة هذه يجب أن تكون مدعاة لقبول الرسالة شكرا لنعمة الله.
(وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
الفلاح والسعادة يأتيان نتيجة معرفة أسباب النعمة ، وعوامل الحضارة ، واليقظة في المحافظة عليها ، لتستمر وتزداد ، لذلك حين يتذكر البشر أن النعم من عند الله سيكون واعيا لاستمرارها.
مواقف المجتمع المتخلف :
[٧٠] وحين أفحم هود قومه ، وأثار فيهم دفائن عقولهم ، واستوضح لهم فطرتهم ووجدانهم ، لم يبق لهم سوى الاتكاء على ماضيهم فقالوا : إننا لا نغير واقعنا ولا نريد لأنفسنا التطور الى الأفضل لأن آباءنا كانوا هكذا ، فسوف نبقى نحن الأبناء