[٧٧] ولكي يتحدى المستكبرون دين المستضعفين ، ويجردوهم من تلك الوسيلة التي تنقذهم من أيديهم ، عمدوا الى الناقة ـ رمز الرسالة الالهية عند ثمود ـ فقتلوها ظنا منهم ان إعدام الناقة يضع حدّا لتحرك المؤمنين ، لأنها رمز وحدتهم ، وعنوان نشاطهم الاجتماعي ، ولكنهم أخطئوا حيث ان عقر الناقة وما تبعه من أعمال تخريب وإفساد عرضهم لغضب الله سبحانه وعجّل في نهايتهم.
(فَعَقَرُوا النَّاقَةَ)
ومن المعروف ان واحدا منهم فقط هو الذي عقر الناقة ، ولكن البقية رضوا بعمله فكانوا كما لو أن الجميع اشتركوا في عقرها.
(وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ)
حيث تجاوزوا الحد في الفساد برغم أمر الله لهم بالإصلاح.
(وَقالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)
النهاية الحتم :
[٧٨] وكما نهاية ثمود كذلك نهاية كل الطغاة المستكبرين كلما بالغوا في الفساد ، وانما يفعلون ذلك بعد تنامي حدّة الصراع بينهم وبين أصحاب الرسالة إذ أنهم يضطّرون آنئذ الى مقاومة الرسالة بالمزيد من عمليات التخريب والفساد ، وهكذا أنزل الله على ثمود العذاب حيث ارتجت بهم الأرض وتزلزلت من تحتهم ، وتهدمت مدنيّتهم ، وماتوا وهم جالسون دون ان يمهلوا حتى يمدوا أرجلهم استعدادا للموت.
(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ)
[٧٩] إن البشر يهرع لمساعدة نظرائه واخوته ، ولكن المستكبرين لم يحزن