٤ / توارث الأمم هذه الأرض ، ولا بد من ان يتعص اللاحقون بمصير السابقين ، وليعرفوا هذه الحقيقة : أن الذنوب تحيط بالإنسان ، وتأخذه في حين غفلة ، ذلك لأن الذنب يسبب عمى القلب أيضا.
٥ / بالرغم من أن الله يبعث رسله الى الأمم حين تتدهور ، لكن كفرهم السابق وذنوبهم التي أعمت قلوبهم لا تدعهم يؤمنون برسالات الله ، كما لا تدعهم يفون بعهد الله عليهم ، لذلك كانت الأمم هذه لا عهد لها ولا دين وبذلك هلكت.
بينات من الآيات :
المصاعب امتحان وتربية :
[٩٤] في هذه الآية نجد حكمة الصعوبات التي تعصر البشر والهدف التربوي منها ، الذي لو عرفه الإنسان وسعى اليه فليس فقط لا يتضرر منه ، وإنما يستفيد منها كثيرا يقول الله :
(وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ)
فالضراعة هي هدف البأساء والضراء في الحياة ، والبأساء حسبما يبدو لي : كل سوء يصيب البشر بأيديهم كالحروب ، والفقر الناشئ من وضع اجتماعي سيء ، والظلم والإرهاب ، بينما الضراء هي : الخسارات التي تصيب البشر بالطبيعة كالامراض والضغط وما أشبه.
والضراعة هي : العودة الى واقع الذات وما فيه من نقص وعجز وانحراف ، بعيدا عن أيّ غرور أو استكبار ، أو عزة بالإثم ، والضراعة الى الله تعطينا الثقة بقدرتنا على تجاوز كل ذلك بعون الله.