فرعون أن يجعلهم من المقربين إليه ، فسألوا موسى (عليه السلام) أن يلقي ما لديه أولا ، فتحداهم موسى وطالبهم بالمبادرة ، فلما ألقوا سحرهم سحروا أعين الناس واسترهبهم سحرهم وقد كان سحرا عظيما.
وهكذا جمع الطاغوت كل قواه المادية لمقاومة الرسالة ، ولكن ترى هل يقدر على ذلك؟
هذا ما يتحدث عنه القرآن الحكيم في الدروس القادمة إنشاء الله.
بينات من الآيات :
التهم الرخيصة :
[١٠٩] في الاجابة على تلك الأدلة الفطرية الواضحة قال الاشراف والمستكبرون من قوم فرعون : إن موسى ساحر عليم ، في محاولة لتضليل الجماهير المستضعفة.
(قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ)
والناس كانوا يعرفون السحرة آنئذ ، ويعرفون انهم يستخدمون ما عندهم من علم وفن ليس في خدمة الناس وانما في خدمة السلاطين أو خدمة أغراضهم الدنيئة ، ودائما يحاول أعوان الطاغوت ألقاء شبهة معينة بين الناس من النوع الذي يعرف الناس أمثاله ، فمثلا : لو قام مفكر أصيل بنشر ثقافة ثورية عالية بين الناس اتهمه أولياء الطاغوت بأنه صحفي عميل ، أو كاتب مأجور ، لان الناس يعرفون كثيرا من الصحفيين العملاء والكتاب المأجورين ، حتى أنهم يشتبهون فعلا في المفكر الأصيل ، أو إذا قام عالم دين تقدّمي صالح لقيادة ثورة الجماهير قالوا : انه رجل دين رجعي ، لأنه كثيرا ما رأى الناس مثل ذلك.