[١١٠] ثم توسل أشراف قوم فرعون بما يتوسل إليه عادة كل الطغاة من اتهام الثوار بمحاولة تعكير صفو الأمن على الجماهير فقالوا :
(يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَما ذا تَأْمُرُونَ)
وثالث أسلوب استخدمه الملأ من قوم فرعون لمقاومة رسالة الله كان الاعتقال ، باعتباره حاجزا بين صاحب الرسالة وبين الجماهير ، وأما الأسلوب الرابع فكان حشد كل الذين يرضون ببيع علمهم وفنهم لقاء أجر محدود لمصلحة السلطات الطاغوتية لذلك.
[١١١] (قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ)
أي اسجنه هو وأخاه ، وأرسل الشرطة ليحشدوا السحرة.
[١١٢] ويبقى السؤال : ما هو السحر؟
إن أساس السحر هو : التأثير في الخيال في الطرف الثاني لكي يزعم شيئا معينا غير الحقيقة ، والسحر قد يكون عن طريق غسيل الدماغ الذي يستخدمه العلم الحديث ، أو عن طريق الدعايات الباطلة ، وقد يكون عن طريق بعض أنواع الشعوذة ، مثل ما فعله سحرة فرعون حيث وضعوا الزئبق في أجسام لينة تشبه العصي ثم ألقوها فتحركت بفعل تحرك الزئبق بحرارة الشمس ، وعلى العموم ليس السحر سوى استخدام الوسائل الطبيعية الغير معروفة للناس في سبيل إقناع الآخرين بغير الحقيقة.
[١١٣] والسحرة أولئك المأجورون الذين لم تكن لديهم رسالة في الحياة إلّا إشباع شهواتهم العاجلة وقد سألوا فرعون قبل كل شيء عن الأجر.