عادة أعداء وهمين ، أو يستزيدون عداء الشعوب فيختلقون الحروب لكي يعتمدوا عليها في ترسيخ كيانهم الباطل ، وفرعون كذلك عاد الى تلك الفلسفة الباطلة لكي يخرج من ورطته المخزية ، حيث أنهار عمود من أعمدة حكمه وهو السحر ، ووقع السحرة ساجدين لله لذلك.
(قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ)
إن فرعون انطلق من فكرة خاطئة هي : أن ملكه ونظامه هو أساس امن البلد ، لذلك فانكم حين آمنتم بموسى قبل ان تستصدروا الاذن مني فانكم خالفتم هذا الأساس ، لذلك قال فرعون :
(إِنَّ هذا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ)
أو بالتعبير الشائع اليوم انها مؤامرة قمتم بها في البلد.
(لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)
[١٢٤] وعاد الى السلاح الأخير وهو الإرهاب ، ذلك السلاح الذي تعتمد عليه الديكتاتورية قبل كل شيء ، بالرغم من أنها لا تصرح به ، ومن أهم نتائج الصراعات الرسالية مع الديكتاتورية هو : فضح اعتمادها على الإرهاب ليعرف الجميع أن الادعاءات الاخرى إن هي إلّا غطاء لهذا السلاح.
(لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ)
أيّ تقطيع الرجل من طرف واليد من طرف آخر.
(ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ)
وذلك للجمع بين النوعين من أنواع الاعدام ، الاعدام بنزف الدم من اليد