وكتب الله لموسى في تلك الألواح التي أنزلها ما ينفع الناس من كل شيء ، وفي كل حقل ، وذلك بهدف تزكية الناس ، وبيان تشريع مفصل لهم ، وأمره بالدفاع عن هذه الرسالة ، وأن يبلغها قومه حسب الظروف المختلفة ، ففي كل ظرف يعملون بأحسن ما في الرسالة ، وأكثرها تطبيقا على ذلك الظرف ، وحذّره من الفسق وعدم تطبيق بنود الرسالة ، وقال له سأريكم دار الفاسقين.
بينات من الآيات :
حكمة الغيبة :
[١٤٢] مع انتصار بني إسرائيل تلك الفئة المستضعفة التي آمنت بموسى وبرسالته الاجتماعية ، ازداد تعلق الجماهير بقائدهم موسى (عليه السلام) تعلقا شخصيا ، وكان من الضروري تحول هذه العلاقة من شخص موسى (عليه السلام) الى رسالته وقيمه ليستمر خطه من بعده وربما لذلك غاب موسى (عليه السلام) بأمر من ربه عن قومه أربعين ليلة ، وكانت غنية ـ كما سيأتي في الدرس القادم ـ بامتحان عسير لقومه ، كشف ما بهم من نقاط ضعف ثقافية واجتماعية ، وأعطى لموسى (عليه السلام) فرصة كافية لتربيتهم وهدايتهم.
(وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ)
وسيأتي في الدروس القادمة حكمة إتمام الثلاثين بعشر.
(فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)
أما وصية موسى (عليه السلام) لخليفته وأخيه هارون فكانت هي ضرورة المحافظة على الإصلاح.
(وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ