والرسالة هذه إنما هي من الله سبحانه الذي له ملك السماوات والأرض الذي لا إله إلّا هو. وهو يحي ويميت ، وعلى الناس اتباع هذه الرسالة التي هي ملك لهم جميعا ، وبذلك يضمنون لأنفسهم الهداية بإذن الله ، وليس قوم موسى كلّهم على ضلالة ، بل إن فريقا منهم يأمرون بالحق ويهدون اليه ، ويجعلونه مقياسا لتقييمهم.
بينات من الآيات :
من خصائص الرسول (ص)
[١٥٧] رسالات الله تتميز بأنها للناس جميعا بعيدا عن أي تمييز قومي أو اقليمي أو عنصري أو ما أشبه ، وهي تدعو الى بناء أمة واحدة ذات رسالة سماوية ، ورسول واحد ، والرسول في هذه الرسالة ينتمي إلى تلك الأمة التي تتمحور حول الرسالة ، ولذلك يكون من أبرز صفاته أنه أمّي ، وأنه نبي يوحى إليه ، وأنه رسول يحمل لهم رسالة فيها مناهج لحياتهم.
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَ)
وكلمة ـ الأمي ـ كما يبدو لي منتزعة من الأمة ، التي يقول عنها ربنا في آية أخرى (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) وهناك من قال بأن الكلمة منتزعة من الأمّ باعتبار أن الرسول لم يكن قارئا أو كاتبا ، أو الى أم القرى.
(الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ)
مكتوب بصفاته وأسمائه ، كما هو مكتوب بالقيم التي يدعو إليها.
(يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ)
وكلّ رسالة سماوية تثير دفائن العقول ، وتنطلق بصميم الفطرة ، وتنسجم مع