حقائق الكون التي يشهدها أكثر الناس ، ويبدو لي أن المعروف هنا هو ما يعرفه قلب البشر السليم ، والمنكر ما ينكره.
(وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ)
والطيبات والخبائث هما أيضا مما يبينه الوحي ، ويصدقه العقل.
(وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ)
الإصر هو : الثقل ، والبشر يعيش في ذاته ثقل المادة ، حيث يحن الى ما في الحياة من زينة ، وينهار أمام شهوات النساء والثروات والمناصب ويضغط عليه واقع اليوم دون حقيقة المستقبل ، وهكذا يصبح البشر ان لم يقصمه الله جزءا من الطبيعة ، يتحرك حسب عواملها وتغيراتها.
ورسالات الله تنقذ الإنسان من أصله ، وترفع عنه هذا الثقل المادي بتوجيهه الى العالم الأعلى ، عالم الروحيات ، وعالم المستقبل القريب في الدنيا ، والمستقبل البعيد في الآخرة.
وكما ترفع الرسالة إصر البشر ترفع الأغلال الآتية من الإصر ، مثل الأغلال الاجتماعية التي يفرضها النظام السياسي ، أو الاقتصادي الحاكم على المجتمع ، والقوانين المعيقة للتقدم ، والكبت والديكتاتورية والإرهاب الفكري الذي يمنع تفجير النشاط ، وتفتق المواهب.
شروط الفلاح
وعاقبة هذه الرسالة الفلاح والسعادة ، ولكن بشرط أن يؤمن البشر بها ، وأن يعظّمها ويوقرها ، وأن ينصرها عمليا باتباع كل مناهجها ، وأن يتخذ قيمها