كانوا في قرية حاضرة البحر وقريبة منه ، وكانوا يتجاوزون حدود الله سبحانه في حرمة الصيد في يوم السبت ، ولكي يمتحن الله هؤلاء كانت الحيتان تأتيهم في يوم السبت ظاهرة على البحر ، بينما لا تأتيهم في غير السبت ، واختلف الناس ثلاثا في هذه القرية ، ففريق عملوا الجريمة ، وفريق سكتوا عنها ، وفريق نهوا عنها ، وحينما سألهم البعض : لما ذا تعظون قوما أهلكهم الله بالمعصية؟ أجابوا : لاننا نأمل في هدايتهم ولنتمّ الحجة عليهم ، وكانت العاقبة أن الله عذّب الفريقين الأولين وأنجى الفريق الثالث ، وعذبهم بأن مسخهم قردة خاسئين.
بينات من الآيات :
التكامل الاجتماعي :
[١٦٠] وكانت بنو إسرائيل أمة منقسمة في اثنتي عشرة قبيلة ، كلّ قبيلة أو سبط أمة تتبع قيادة معينة ..
(وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً)
ويبدو لي إن هذه الفرق المختلفة لم تبلغ مستوى تلك الامة التي تحدثت عنها الآية السابقة ، التي كانت تهدي بالحق وبه تعدل ، بل كانت لا تزال في عهد التقسيمات الطبيعة حيث كانت القبائل تتبع رئاستها ، والله سبحانه الذي خلق الطبيعة قدّر لها سننها وهدى الناس إليها ، بالوحي والعقل كما خلق الاسرة ، وجعل لها سنة التحابب والتعاون.
وهدى الناس بالوحي والعقل إلى أهمية الاسرة في بناء كيان المجتمع ، كذلك خلق القبيلة وشدّ بعضها الى البعض بحبال المحبة ، والوحدة الثقافية ، ووحدة الهدف والمصير ، وهدى الناس الى أهمية إيجاد الترابط البّناء بين أعضاء القبيلة في إطار