لماذا لم يعد الغمام يظلّلهم ، والمن والسلوى لا ينزلان عليهم؟
لأنهم ظلموا أنفسهم كما سبق في آيات سورة البقرة ، حيث إنهم ملّوا حياة البداوة ودعوا ربهم بالعودة الى المدن.
نقاط الضعف الحضارية في المدينة :
[١٦١] وبعد أن هبطوا القرية التي هيأها الله لهم فسدت أخلاقهم ، فبدل أن يشكروا الله على النعم التي وفرها لهم ، وبدل أن يستغفروه سبحانه بخضوع وقنوت حتى يتكاملوا عن طريق التعرف على نقاط ضعفهم وأسباب تخلفهم ، وبدل أن يتخذوا الإحسان أداة لتنمية علاقاتهم الاجتماعية وتزكية نفوسهم ، بدل كلّ ذلك مما أمرهم به الله غيّروا وكفروا بأنعم الله ، واستكثروا من اللذات ولم ينتبهوا لنواقصهم.
(وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ)
أيّ اللهم حطّ ذنوبنا واغفر لنا.
(وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً)
خاضعين لله حتى لا يستبد بكم طغيان النعم وغرور القوة.
(نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)
حيث ان المدينة تصبح آنئذ سببا لتطوركم ورقيّكم ، ذلك لان عوامل الضعف في المدينة هي العوامل التالية التي نهى ربنا عنها :
أولا : القيود الاضافية التي لا فائدة منها والتي تحدد انتفاع البشر بنعم الله ، من العادات الجاهلية ، والآداب الزائدة ، وسائر القيود وقد نهى ربنا عنها بقوله : (وَكُلُوا