مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ) فأمرهم بعدم التقيد بالأغلال الجاهلية التي ما أنزل الله بها من سلطان ، وقد أوضح القرآن ذلك في آيات أخرى سبقت أو تأتي في سائر السور.
ثانيا : الغرور ، والطغيان ، والشعور بالاستغناء ، حيث يخشى على المتحضرين من هذه الصفة الرذيلة ، وقد أمر الله بالاستغفار تحصنا من الغرور والاعتزاز بالإثم ، والاعتقاد ببلوغ مرحلة الاكتمال التام.
ثالثا : التجبر والطغيان على خلق الله بسبب الغنى والعزة ، والاتحاد الموجود في المدينة ، وأمر الله سبحانه بني إسرائيل بالسجود لله عند دخول المدينة ، لكي يعرفوا أن غناهم وعزتهم ووحدتهم كل ذلك انما هي من الله سبحانه ، لا من عند أنفسهم حتى يتجبروا على الآخرين.
رابعا : البخل والشح عن العطاء مما يسبب التفاخر والمنافسة الحادة ، فأمر الله في نهاية الآية بالإحسان ، وبيّن أنه سوف يسبب زيادة النعم حتى يتجاوز بنو إسرائيل في قريتهم هذه الصفة المهلكة ، وقال سبحانه : (سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ).
من هنا نعرف أن المدينة مفيدة وضارة ، مفيدة إذا استطاع المجتمع تجاوز سلبياتها الأربعة ، وإلّا فهي ضارة وتحرق خيرات البشر.
[١٦٢] أما بنو إسرائيل فقد هزهم دخول القرية لان أكثرهم لم يتقيدوا بتعاليم ربهم سبحانه ..
(فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ)
وانتهت حياتهم المدنية الى العذاب بسبب ذلك الظلم الذاتي.