ظلم الذات :
[١٦٣] وكمثل على ذلك الظلم الذي انتهى الى العذاب بين الله لنا قصة السبت ، حيث أمرهم بألّا يصيدوا يوم السبت تنظيما لحياتهم الاجتماعية ، وراحة لهم وتفرغا للعبادة ، ولكن الطمع دفع بهم الى تجاوز حد الله في السبت إذ كانت الحيتان تأتيهم ظاهرة في يوم السبت.
(وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً)
وربما المراد بكلمة حيتانهم هو ان هذه الحيتان كانت لهم بالتالي ، فان لم يصيدوها في يوم السبت وفروها ليوم الأحد ، ولكنهم لم يكونوا يفقهون تشريع هذه الظاهرة.
(وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ)
يبدو أن المراد أنها في غير السبت لم تكن ظاهرة ، وكان ذلك امتحانا لهم وابتلاء من قبل الله حتى يعرفوا مدى ضعفهم.
(كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ)
إذا فسق الإنسان فسقا خفيا وبطريقة منافقة فان ربنا سبحانه يمتحنه امتحانا صعبا وظاهرا ، حتى لا يقدر على مقاومة الإغراء بسبب فسقه الخفي الذي أضعف إرادته وخوّر عزيمته ، فيضطر إلى إظهار واقعه ، وهذا معنى الابتلاء حيث إنه يظهر الواقع الخفي.
وفي القصص التاريخية بيان لطبيعة نفاق أصحاب هذه التوبة ، حيث إنهم كما