إن تلك الأفكار التبريرية التي كانت تشجع على الفساد بأمل الاستغفار لم تكن أفكارا دينية ، لان ميثاق الكتاب وعهده يقضي بألّا ينسبوا الى الدين إلّا الحق ، وكان الحق السليم هو الاهتمام بالآخرة وأولويتها على عرض الدنيا.
وفي ظلمات تلك العصور كان يشع نور الطليعة الرسالية الذين تمسكوا بقوة بالكتاب ، وأقاموا الصلاة ، وكان همهم هو إصلاح الناس بعد إصلاح أنفسهم ، والله لا يضيع أجر هؤلاء حيث إنه بنسبة عملهم كان يرفعهم.
بينات من الآيات :
التقليد داء المجتمع :
[١٦٧] لقد مسخ فريق من بني إسرائيل قردة خاسئين ، وبالرغم من ان ذلك الفريق السيء الحظ قد هلك بعد ثلاثة أيام أو سبعة أيام حسب ما جاء في التاريخ ، إلّا أن تلك الحالة قد استمرت بعدئذ في أجيال بني إسرائيل التي عصت ربها واتبعت شهواتها ، أو حتى لم تحترم قوانين الدين.
ما هي تلك الحالة؟
لا بدّ أن نعرف مسبقا أن أبرز سمات القرد هو التقليد والتشبه بالآخرين ، وهذا يستدرج منتهى درجات الذلة والقماءة ، ولذلك فان الحالة التي استمرت مع الأجيال الصاعدة من بني إسرائيل كان الاستعباد والذلة ، حيث سلط الله عليهم طاغوت الظلم والإرهاب ، وأنظمة القهر والديكتاتورية فاذاقتهم سوء العذاب ، وذلك بسبب عصيانهم لربهم أو سكوتهم عن المعاصي.
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ)