زعموا أن مجرد التمني بالمغفرة كاف في درء خطر العذاب ، علما بان ذلك كان نتيجة اتخاذ الدين وسيلة تبرير لأخطائهم ، والدليل على ذلك أنهم يعودون الى الذنب كلما وجدوا عرضا زائلا من إعراض الدنيا ، وخطورة هذا النوع من التفكير أنه يكرس ضلالة البشر ، إذ أن وسيلة إصلاح البشر وهي الدين قد اتخذت عندهم وسيلة تبرير للفساد فكيف يمكن إصلاحهم؟! لذلك فان القرآن شديد أبدا على أولئك الذين يحرّفون الدين ويفسّرون نصوصه وتعاليمه تفسيرا خاطئا وقد اتخذ مسبقا العهود والمواثيق على من أرسل عليهم الكتاب بالّا ينسبوا الى الله غير الحق المتمثل في توصية الناس بأن الآخرة أفضل من الدنيا ، وذلك هو هدى العقل إذا انتفع الإنسان بعقله.
(أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ)
وكانت تعاليم السماء واضحة بالنسبة الى الدنيا وأنها عرض زائل ..
(وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ)
[١٧٠] وبالرغم من أن أكثر هؤلاء قد انحرفوا وحرّفوا الدين ونسبوا الى ربهم أفكارا باطلة ، إلا أن طائفة منهم تمسكت بالكتاب تمسكا شديدا ، وطبقت تعاليمه ومنها : إقامة الصلاة ، والاستلهام من الله في تصرفاتهم ومواقفهم عن طريق إقامة الصلاة ، والله سبحانه لا يضيّع أجر هؤلاء لأنهم مصلحون ، لا يكتفون بالصلاة بل بإقامتها وتطبيق سننها في الحياة.
(وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ)