واختلفوا ، ولكن بقيت فيهم أمة صالحة وأمم متدرجة في الصلاح ، ولكن الله أنزل عليهم الحسنات حينا والسيئات حينا لكي يختبرهم ويمتحن مدى صمودهم أمام إغراء الحسنات وعذاب السيئات ..
(وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
حيث إن فلسفة الاختبار هي : ظهور ما خفي على الإنسان من واقعة الضعيف حتى يصلحه ويكمل نفسه.
ثقافة التبرير :
[١٦٩] أما المرحلة الاخطر التي هبط إليها بنو إسرائيل فقد كانت انتشار الثقافة التبريرية التي تتخذ من الدين ستارا لاتباع الشهوات ، كما هو الحال عند بعض المسلمين حيث انهم يعملون المعاصي بعد التحايل على الدين ، بزعمهم بطريقة أو بأخرى ، فيرابون باسم البيع ، ويسكتون عن الظالم باسم أنه وليّ الأمر ، أو باسم أن العصر هو عصر التقية والانتظار ، أو يشجعون الخلافات باسم أنها الاولى بالاهتمام ، وهكذا .. كانت بنو إسرائيل في هذه المرحلة تتوسل ببعض النصوص وتفسرها حسب آرائها ، وتعمل المعاصي باسمها.
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ)
ولكنهم لم يعملوا به وإنما كانوا ..
(يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ)
إن تفسيرهم للاستغفار ساذج وبعيد عن الحقيقة ، ذلك لأن الاستغفار هو في واقعه الندم والعزم على ترك المعصية ، وإصلاح آثار الذنب السابق ، أما هؤلاء فقد