كسول جبان متعاجز ، انما هو رسالة الله الى الإنسان ، ورسالة المؤمن الى نظرائه من البشر ، انه يصقل شخصية البشر ويفجر طاقاته ، ويظهر مدى تحمله للصعوبات وتعهده بالمسؤولية ، انك لا تستطيع أن تطلب من الدين شيئا قبل أن تعطيه من نفسك ومن قدراتك التضحية والإيثار ، وأن تكون لديك العزيمة الكافية لاتباع مناهجه مهما كلف الأمر.
وحين تخونك عزيمتك ، وتخشى أن يداخلك الشيطان ويفسد عليك تصميمك ، عليك أن تعود الى الكتاب وتتدبر في آياته ، وتذكر تعاليمه حتى تخشى الله ، وتتعهد بالمسؤولية ، وتتسلح بالتالي بالتقوى.
(وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
وبقيت لنا كلمة في هذه الآية وهي : أن كل الناس وبالذات الرساليين منهم يمتحنهم الله كما امتحن بني إسرائيل ، فيأخذهم بالبأساء والضراء حتى يتعهدوا بالمسؤولية ويأخذوا الدين بقوة ، ولا يجب دائما ان تكون الظلّة قطعة جبل ، فقد تكون الظلّة كابوس نظام ظالم ، أو فقرا مدقعا أو مرضا مزمنا ، وقد يكون الرسول الذي يبلغه ضرورة الالتزام بالدين والتعهد باتباعه بقوة ، قد يكون أحد المبلغين القادمين ، أو حتى آيات في الكتاب يتذكرها المؤمن في تلك اللحظات ، ومنها هذه الآية التي تصدق في كل مكان ومع كل إنسان ولكن بطرق شتى.
كيف نبلور جوهر الذات؟
[١٧٢] كما حبة حية يدفنها التراب والوحل والسماد ولكنها تنشط وتتحدى وتخرج الى النور وتبرز حيويتها ، وقدراتها ، وامكاناتها وتعطي ثمراتها ، كذلك كل واحد من أبناء البشر يدفنه ركام الخرافات ، ووحل الضغوط والشهوات ، عليه أن ينشط وان يتحدى وأن يبلور جوهرته الانسانية ، وأن ينبعث خلقا جديدا ، وهذه