مسئولية الإنسان ، وذلك ميثاق الله الذي تعهد به كل فرد من أبناء آدم وحواء.
ولكن كيف يبلور الواحد منا جوهر الانسانية في ذاته ، ويصبح ذلك الإنسان الذي فضّله الخالق وأكرمه وخلقه في أحسن تقويم؟
انما عن طريق الاتصال المباشر بالله ، والانطلاق من الايمان به نحو بناء حياة جديدة لنفسه ، مستقلة عن تقليد الآباء ، وحرّة بعيدة عن الغفلة والنسيان.
لقد كنا في صورة ذر كما جاء في أحاديث صحيحة ، وكنا في صلب آدم ، أو كان بعضنا في صلب البعض ، وأخرجنا الله سبحانه واشهدنا على أنفسنا.
(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ)
قد يكون معنى هذه العبارة أن ربنا اخرج كل ولد من ظهر والده.
(وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ)
الغفلة لا تكون تبريرا مقبولا للبشر عند الله ، بل يجب أن يتحدى البشر حجاب الغفلة بنور التذكر ، وبوهج العقل الذي يشع في ضمير البشر في بعض الأحيان ان لم يكن دائما.
[١٧٣] (أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ)
ان هذا التبرير ليس سليما ولا مقبولا عند الله ، إذ أن الله قد أخذ الميثاق من كل واحد منا وحمله مباشرة مسئولية الايمان ، وإذا قصّر جيل في إيمانه فأن الأجيال القادمة غير معذورة باتباع ذلك الجيل الأول ، وهذه الآية تحذّر من التقليد ببلاغة