وقد تولى عنه؟ ومن يضلله الله يمنع هداه عنه ، فان طغيانه واستكباره سيجعله قابعا في ضلالته الى الأبد.
وهم يسألون الرسول عن الساعة : متى ترسو عليها سفينة الكون؟
تلك الساعة الثقيل وقعها في السماوات والأرض ، إنها لا تأتي إلّا مفاجئة وعلمها عند الله ، وأكثر الناس لا يعلمون.
بينات من الآيات :
لا للتبرير :
[١٨٤] سبق الحديث في آية (١٧٣) على ان على البشر مسئولية المعرفة والتصميم ، وانه لا يمكنه تبرير فساده بالغفلة والتقليد ، وها هو القرآن يذكرنا مرة اخرى بمسؤولية التفكير الوسيلة الوحيدة لمقاومة الغفلة :
(أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا)
ولأهمية التفكير وضرورته الفطرية يتساءل الله : لماذا لم يتفكروا؟
(ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ)
إن الرسول يخبرهم عن أشياء جديدة غير مألوفة ولذلك فيمكن أن يكون هذا في نظرهم جنونا عارضا أو إنذارا مبينا ، وبالتفكير نعرف المتانة في الكلام ، والقوة في الدليل ، والسلامة في النية ، وشواهد الوجدان والعقل مما يدل جميعا على ان كلام الرسول ليس جنونا بل هو إنذار حق وواضح.
[١٨٥] ذلك الإنذار الذي يحذر من المصير الذي ينتهي اليه المجرمون ، يمكن أن