نسمعه من الرسول ومن لسان الكون أيضا ، الذي ينطق بالنظام الدقيق والعظمة المتناهية.
(أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
وما فيهما من عظمة تدل على قدرة الخالق وهيمنته ..
(وَما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ)
وما في كلّ شيء ينظر اليه الإنسان من خلق الله دلالة واضحة على دقة النظم ، وإتقان الخلق ، وحسن التدبير.
إن النظر في عظمة الكون ، وفي أيّ شيء مخلوق ، يهدينا الى الله الذي يهيمن على تدبير الكون ، والله في أيّ لحظة يمكن أن يسحب تدبيره عن الكون فيتهاوى ، وإنه لم يخلق الخلق عبثا وبلا هدف ، بل بحكمة بالغة هي : ابتلاء الإنسان ، واختبار تحمله لمسؤولية التفكر ، وارادة التصميم ..
(وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)
إذا تركوا هذا الحديث الذي هو إنذار مبين ، ويشهد عليه النظر في السماوات والأرض وفي أيّ مخلوق صغيرا أو كبير من خلق الله سبحانه ، هل هناك حديث أفضل منه يؤمنون به؟
[١٨٦] الذي لا يهتدي بهدى الله فان الدليل الوحيد له هو الضلالة الدائمة. لماذا؟
لان عدم ايمانه بهدى الله ناشئ من طغيانه على الله والحق ، وهذا الطغيان باق معه ويسبب له العمه والضلال.