أما الذين لا يؤمنون فان الوحي لا ينفعهم إذ الوحي انما ينفع من يريد ويصمم على تطبيقه وتنفيذ مناهجه ، وإذا كان الرسول لا يملك نفعا ولا ضرا ، فكيف بسائر الناس؟ ومعرفة الإنسان بنقاط ضعفه تجعله يعود الى واقعه ويعرف انه مربوب مخلوق.
قصة الخلق :
[١٨٩] الآن لا أملك شيئا إلّا بقدر ما ملكني الله ، أما في الماضي فقد كنت نتيجة غريزة جنسية خلقها الله في والديّ ، وربما الوالدين لم يستهدفا من وراء الزواج ولادتي ، بل ربما أرادا قضاء شهوة جامحة!
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ)
فلذلك يحن الواحد منا الى الآخر ، ويعطف عليه ويأنس اليه ، ولذلك أيضا لا فوارق بين البشر ونظيره البشر ، وخصوصا لا فرق بين الذكر والأنثى فرقا حقيقيا ..
(وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها)
فالرجل خلق متكامل مع الأنثى لذلك لا يسكن إلّا إليها ، ومن مظاهر السكن ، إن كلّ شخص يشعر بنقص حتى يكتمل ، بالزواج ، وآنئذ يكون بإمكان الطرفين تكميل حياتهما معا ، فاذا وفر الذكر للحياة المتكاملة : القوة ، والعزيمة ، وخشونة التحدي ، فان الأنثى توفر لها الرحمة ، والعاطفة ، ونعومة الرفق ، وكلما هو ضروري للتعاون ..
(فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ)
أيّ مارست أعمالها العادية بسهولة ويسر ، دون ثقل عليها من قبل الجنين ، الذي يتكامل في رحمها بسرعة ، أو ليس ذلك يدل على إتقان الصنعة ، ولطف