حين يعودون الى الله ترتفع عن أنفسهم غشاوة الشهوات ، فيبصرون حقيقة الذنب فيجتنبونه.
[٢٠٢] بينما الكفار واخوان الشياطين الذين لا يملكون حصانة التقوى فإنهم ، ليس فقط لا يعطيهم الشيطان حصانة ، بل يمدّهم الشيطان في غيهم ، ويبرر لهم سيئاتهم غرورا ..
من الفكر التبريري :
(وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ)
[٢٠٣] من تلك الأفكار التبريرية التي يمد بها الشيطان إخوانه ، ويكرس بها سلبياتهم هي : أن كل آية كانت تنزل عليهم كانوا يكفرون بها ، ويطالبون بآية أخرى ، ويزعمون أن الآيات تنزل عليهم بطلب الرسول.
(وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي)
والقرآن بصائر يرى المرء بسببها ومن خلالها الحياة فمثلا : القرآن يميز للبشر بين العقل والجهل ، الشهوات والغضب ، حتى يلامس وجدان كلّ واحد حقيقة نفسه وما بها من عقل وشهوة ، أو عقل وغضب ، والقرآن يذكر البشر بربه عن طريق إثارة الوجدان ، وبلورة عقه ، ثم يربط بين الايمان بالله وبين ما يرى في الكون من آثار عظمة وجمال ، ومن نقاط ضعف وعجز ، ويربط بعدئذ بين كلّ ذلك وبين ضرورة التسليم لله ولرسالاته ، كلّ تلك بصيرة يرى المرء من خلالها الحياة رؤية واضحة.
وإذا تعذر على المرء رؤية الحياة بسبب أو بآخر ، فان الله هو الذي يعطيه الهدى بصورة مجملة أو مفصلة ، فيكشف له طبيعة الدنيا والآخرة وما فيهما من عوامل تقدم أو تخلف ، حضارة أو دمار.