الحكمة ذلك.
(بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ)
يعني تدعون الله فقط دون غيره من الشركاء.
(فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ)
حين تدعون الله وتتوسلون اليه لبلوغ الهدف.
(إِنْ شاءَ)
الله حسب حكمتة ينقذكم ، مما يدل على ان الله لا يحتمّ عليه الدعاء ، ولا يؤثر فيه ، بل برحمته وحسب حكمته يفعل ما يشاء.
(وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ)
ما تشركون به من أهواء ، وقوى مادية شريرة ، فالإنسان يعبد أهواءه ، يعبد شهوة الراحة في ذاته ، شهوة النزوه ، والجنس والخلود ، ثم يزعم أن قوى الطاغوت توفر له هذه الشهوات ، فيعبد تلك القوى ويصنع لها رموزا مثل الأصنام وما أشبه ، وربما لذلك عبر القرآن الحكيم هنا بكلمة (ما) للدلالة على ان ما تشركون به الله هو من الأشياء التي لا تعقل! وهي تعود بالتالي الى شهوات الإنسان ، تلك الشهوات انما يخضع لها البشر ، ويخضع لمن يملكها لأنها ـ في زعمه ـ تنفعه ، وتحافظ على وجوده وكيانه ، وتحقق تطلعاته ، فإذا جد الجد عرف أن كل تلك الشهوات لا تنفعه شيئا ، وانما خالق البشر ومقدر أموره ومدبر شؤونه هو الذي يكشف ضره ، فينسى كل تلك الشهوات ويتوب الى الله سبحانه.
حكمة الشدائد :