كل لحظة ـ أن يأتيه الموت ـ أو ينزّل عليه عذاب المرض أو المسكنة؟! ولماذا لا؟ أو ليست الحياة مليئة بهذه المفاجآت ، كم لحظة حملت معها رعبا ودمارا. ونحن لم نكن نحسب لها حسابا ، أو كنا نعرفها ولكن دون ان نستطيع مقاومتها ، فلما ذا الغرور إذا؟
(قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً)
بغتة اي : مفأجاة ، مما يدل على ان علم الإنسان بالحياة علما محدود اما (جهرة) فتدل على العلن ، مما يدل على ان قدرة الإنسان محدودة حتى ولو كان بالغا وشاملا.
(هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ)
إذا كان عذاب الله لا مرد له ، بقدرتنا المحدودة ، اذن كيف نحصل على الامان؟
يجيب القرآن على هذا السؤال ويقول : ان الله حكيم لا يعذب عباده بلا سبب .. إنما يعذب الظالمين. فإذا أحببت تجنب عذاب الله ، فبإمكانك أن تعدل وتستقيم ، ولا تظلم نفسك ولا الآخرين ، حتى تحصل على الأمان.
مهمات الرسل وواجب الناس :
[٤٨] ثم ان الله لا يعذب الظالم مباشرة ودون أن ينذره مسبقا برسالة ورسول ، بيد أنّ البشر قد يخطأ في فهم دور الرسول ، فيزعم أن الرسول إنما يأتي ليكون مسئولا بدلا عنهم ، أو ليجبرهم على الهدى ، أو حتى ليؤمّن لهم عمليا كل وسائل السعادة ، بيد أن الله سبحانه يفنّد هذا الزعم قائلا :
(وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ)