فسبحان من يملك ناصية الطبيعة ، يوجهها كيف يشاء.
(وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ)
كل أثر يخلقه الإنسان بعمله يعلمه الله ، بالرغم من أن الإنسان نفسه ، قد لا يعلمه ، وكما أن الليل سكون ووفاة ، فان النهار تحرك وتعب. حيث يشعر الفرد بأن قواه تجددت واستعدت لتحقيق الاهداف.
(ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى)
ستبقى دورة الليل والنهار مستمرة الى أجل مسمى يبلغه الفرد شاء أم أبى ، وهذا الأجل ينتهي الى الله.
(ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ)
وعند ما يعود الناس الى ربهم يستيقظون وكأنّهم كانوا في سبات ، بيد أن الشريط الرقيب قد سجل كل أحداث حياتك ، فيعاد عليك.
(ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
[٦١] سبق القول : ان للغيب مفتاحين ، أحدهما العلم والثاني القدرة أو القهر ، والله عالم وقاهر.
(وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ)
وقهر الله ليس كقهر العباد بعضهم لبعض مؤقتا ومحدودا ، إنما قهره دائم وشامل ومطلق ، وربما لذلك عبر الله عنه (فوق عباده) كما أن قهره انما هو (بالقوة) ولا يجب بالضرورة أن يكون (بالفعل) فالله بالرغم من أنه قاهر فهو رحيم ، ولذلك فهو لا