قبل أن يتكامل جيش الإمام فقتل المتقدمون جميعا ولله الدوام. فلما وصل الجيش رأوا أصحابهم صرعى ولم يروا أحدا من جيش ناصر.
ثم إن ابن حميد وهو محمد بن عثمان غزا بلاد السر وكان فيها الوالي محمد بن سيف الحوقاني ، وكان بها يومئذ سعيد بن خلفان فطلب سعيد من ابن حميد المواجهة فتواجها بمسجد الشريعة من الغبي فسأله أن يرد ما كسبه ونهبه فأبى وازداد عتوا ونفورا ، فأمر سعيد بأسره فأسر وقيد في حصن الغبيّ فأمر الإمام بإتيانه إلى الرستاق فأتي به مقيدا في الحبس سبعة أشهر وتوفي.
ثم إن الإمام جهز جيشا وأمر سعيد بن خلفان وعضده بعمير بن محمد بن جفير فساروا قاصدين لأخذ إبل ناصر بن قطن الهلالي ، فالتقاهم بنو ياس دون الإبل بموضع يقال له الشعيبة قريبا من الظفرة فوقع بينهم الحرب وكان مقدام بني إياس صقر بن عيسى فقتل وجماعة من رجاله ، فغضب محمد بن عيسى لقتل أخيه ورأى الموت خيرا له من الحياة بعده فحمل على جيش الإمام فقتلوه فطلب بنو إياس العفو من الوالي فعفا عنهم.
ورجع الجيش فأمره الإمام أن يمضي إلى مورد يقال له دعفس به إبل لناصر ابن قطن فمضوا إليه فوجدوها ، ثم إنهم جعلوها أمانة مع عمير بن محمد بن جفير وكان له أخ يسمى عليا ، فأشار عليه بعض خدمه أن يدخل بها على ناصر ابن قطن فمضى بها إليه. فلم يزالو يغزون عمان حتى خافت منهم البدو والحضر والتجأوا إلى البلدان ، ثم أقبل ناصر غازيا وأناخ بجيشه ناحية الجنوب ووجه أصحابه لقطع الدروب فوجه إليه الإمام جيشا وأمر عليه سيف بن مالك وسيف بن أبي العرب وحزاما فبادرت أول زمرة من جيش الإمام على جيش ناصر بن قطن فقتلوا جميعا لقلتهم وكثرة عدد خصومهم ، وسار ناصر بن قطن إلى الأحساء ولم يسمع عنه بعدها خبر.