بقدوم ناصر تلقاه فلما علم ناصر بجيش الإمام قصد الظفرة ودخل حصنها وتعصب له بنو ياس ، ووجه ناصر رسله إلى الوالي يطلب الصلح وكان قد قل على الوالي الزاد وبعدت عليهم الدار ، فصالحه على رد ما نهبوه وغرم ما أتلفوه مما اكتسبوه.
ورجع الوالي بمن معه وأما ناصر فإنه جمع البدو من الظفرة وعزم على الهجوم على حصن الجو وكان فيه أحمد بن خلف واليا وتابع ناصرا كافة أهل الجو وأعانوه على الوالي وداروا بالحصن فعلم به الولاة من الباطنة والظاهرة فاتوا أحمد بن خلف فخرجت جيوش الأعداء منها ثم أقبل الوالي الأكبر من نزوى بجيشه فأمر بهدم حصون الجو كافة ما خلا حصن الإمام وتفرقت الأعداء.
وأما عمير بن محمد فقد مضى إلى صحار مع النصارى والباقون قصدوا العقبة من جلفار وكانوا يقطعون الطريق ويغزون البلدان فسارت عليهم الولاة فقتل من قتل منهم وانهزم من انهزم وأخذ الوالي إبلهم ورجع إلى عمان ، وأما ناصر بن قطن ومن معه فقد مضى إلى الباطنة فهجم على بلدان بني خالد وبني لازم فأخذوا وسلبوا ما على النساء من الحلي والكسوة ورجعوا بما أخذوا إلى الأحساء. ثم إن ناصر بن قطن رجع إلى عمان ثانية وقصد الباطنة للنهب والسلب فجهز عليه الإمام جيشا وأمر عليه علي بن أحمد وعضده محمد بن الصلت الريامي وعلي بن محمد العبري وأحمد بن بلحسن البوشري ، فمضوا إلى قرية لوى فأقبل ناصر بن قطن بقومه فوقع بينهم الحرب ، ثم ركب ناصر إلى مجيس فاتبعه الوالي بمن معه ، ثم ركب ناصر قاصدا أرض الشمال فركب الوالي في طلبه فكان أول من لحقه أحمد بن بلحسن البوشري ، ومراد وراشد ابن حسام وبعض الشراة بموضع يقال له الخروس ، فوقع القتل في المسلمين