الوالي إلى من بقربه من القرى من بني خالد وبني لازم والعمور ، فاجتمعت عنده عساكر كثيرة ، وكان رجال من صحار يدعونه إلى ملكها فمضى إليها بجيشه وبات بقرية عمق ، وصبح البلد ضحى ولم يعلم به أحد من الأعداء وذلك آخر يوم من شهر المحرم سنة ثلاث وأربعين بعد الألف (١) فأناخ بمكان يسمى البدعة من صحار وصال المسلمون على المشركين واشتد بينهم الطعن والضرب وكانت النصارى تضرب بمدافعها من الحصن ثم انتقل الوالي من مكانه إلى مكان آخر ولم تزل الحرب بينهم ، وضربت المدافع وجاءت ضربة مدفع فاخترقت القوم حتى وصلت مجلس الوالي فأصابت راشد بن عباد فمات شهيدا رحمه الله ، فعزم الوالي رحمه الله على بناء حصن فأمر بتأسيسه فأسس في الحال حتى إذا تم بنيانه نزل به الوالي ، ولم تزل الحرب بينهم قائمة في الليل والنهار.
ثم إن القاضي خميس بن سعيد الرستاقي سار بمن معه قاصدا قرية بوشر فأرسلت إليه النصارى بالصلح فأعطاهم الصلح ثم بعث رسله إلى مسكد ، ثم ركب حتى أناخ بمطرح وجاءت وجوه النصارى إليه فاصطلحوا وأمر خميس بفك المقابض عنهم ورخص الناس في السفر إليهم وكفت الأيدي عن القتال.
ثم إن الإمام جهز جيشا إلى صور فحاصرها الجيش حتى فتحها وسار بعض الجيش إلى قريات وكان بها حصن للنصارى فبنى المسلمون فيها حصنا وفتحوا حصن النصارى واحتوى على جميع إقليم عمان ما خلا صحار ومسكد.
ولم يزل ناصر بن قطن يغزو عمان بمن معه من الأحساء ويأخذ من بواديها المواشي ويسلب وينهب في كل سنة ويرجع إلى الأحساء فكتب الإمام لواليه محمد بن سيف الحوقاني أن يتجسس عن قدوم ناصر فإذا علم به التقاه بالحشود دون عمان فجمع الوالي عنده العسكر من البدو والحضر فلما علم
__________________
(١) ويصادف أواخر شهر تموز (يوليو) ١٦٦٣ م.