العهد فركب مانع إلى لوى ونزل بها بعد ما ضمن له مداد بدخول الحصن وواعده على ليلة معلومة فلما كان تلك الليلة فرق الوالي العسكر يدورون في البلاد كأنهم يسيرون وتعاهدوا أن يلتقوا على مانع من اليمين والشمال فلم يدر مانع إلا وقد أحاطت به الرجال من يمين وشمال فأخذ حينئذ قهرا وقتل صبرا وتفرقت جنوده وقتل من بقي معه.
ثم إن الإمام جهز جيشا وجعل عليه علي بن أحمد وعضده ببني عمه من آل يعرب وأمره بالسير إلى قرية جلفار وهي الصير وكان المالك لها يومئذ ناصر الدين العجمي وعنده عساكره من العجم وبعض النصارى ، فحصرهم علي بن أحمد بحصن الصير فنصبوا له الحرب وقوى بينهم الطعن والضرب وظاهرتهم فرقة من أهل الصير على جيش الإمام وكان يحصن الصير برج معتزل له جدار متصل بالحصن وفيه قوم تقاتل بالليل والنهار ، وكانت عربان النصارى (١) في البحر تدفع مدافعها المسلمين عن الحصن ، فعزم المسلمون على الهجوم على البرج فهجموا عليه ليلا وأخذوه قهرا ومالوا على الحصن فافتتحوه وجعل فيه قائد الجيش واليا ، ثم أقبل الجيش وكان هناك حصن على الساحل للإفرنج فسار إليه بعض الجيش وفيهم رجال الدهامش وخميس بن مخزوم ، فدخلوا الموضع نهارا واحتووا على ما فيه ، فامتنع النصارى بالحصن فحاصرهم المسلمون وبنوا حولهم حصنا فذلت دولة المشركين وطلبوا الصلح فصالحهم الوالي فهبطوا من الحصن فجعل القائد فيه واليا وترك معه بعض العسكر ، ورجع علي بن أحمد بمن معه من العسكر إلى نزوى فاستبشر الإمام بقدومه وبفتح الصير.
ثم إن الإمام أمر والي لوى وهو حافظ بن سيف وكان معه رجال العمور شراة أن يسير إلى صحار وكان فيها يومئذ النصارى ويبني بها حصنا فأرسل
__________________
(١) المراد بالنصارى البرتغال لكننا لا ندري ما المراد ب «عربان النصارى».