المحصورين بالطعام والة الحرب ، ثم كاتب أبناء محمد بن جفير يسعون في أنواع الصلح ، فعلم الوالي أنها خديعة فجهز لهم جيشا وأمر عليه محمد بن علي فسار محمد بمن معه فهجم عليهم الفجر وهم بالموضع المسمى منقل مما يلي الجنوب في الحصن على ساحل البحر ، فدارت بينهم رحى الحرب واشتد الطعن والضرب ثم رجع محمد بمن معه إلى حصن لوى فلم يزالوا محاصرين الحصن حتى أرسل إليهم سيف بن محمد يريد الأمان ليخرج من الحصن ، فأعطاه الوالي الأمان فخرج بمن معه ودخل الوالي الحصن ، وقد ساعد الوالي على حصر الحصن ناصر بن قطن ورجال العمور ، وجعل عبد الله واليا في الحصن من جانبه ورجع هو إلى الإمام.
ثم جهز الإمام جيشا وأمر عليه الشيخ مسعود بن رمضان وأمره أن يقصد بهم مسكد (١) فسار حتى نزل طوي الرولة من مطرح فدارت رحى المنون بين المسلمين والمشركين فنصر الله المسلمين فهدموا من مسكد بروجا باذخة ومباني شامخة وقتلوا من المشركين خلقا كثيرا ، ثم إنهم طلبوا الصلح فصالحهم الوالي على فك ما بأيديهم من أموال العمور وأموال الشيعة من صحار ، فأذعنوا بالطاعة فامنهم على ذلك وأخذ منهم العهود على الوفاء ورجع إلى الإمام منصورا.
ولم يزل مانع بن سنان كامن العداوة للإمام قادحا في الدولة ، فاستأذن مداد بن هلوان الإمام في قتل مانع بالخدعة فأذن له فكاتبه مداد ليدخله حصن لوى وأطمعه فيه بلطف كلامه ، وكان الوالي في لوى حافظ بن سيف ولم يزل مداد يكاتب العميري بالمودة والنصيحة ويحلف له بالأيمان الصحيحة لئلا تدخل في قلبه الظنون القبيحة ، ففرح بذلك مانع واستبد برأيه وكان مسكنه قرية دبا فركب مانع إلى صحار فأقام بها أياما ينتظر أمر مداد مجدد له مداد
__________________
(١) المقصود بها مسقط ، وكانت انذاك بيد البرتغال.