واحتووا على العقر وما بقي للإمام سوى الحصن وداروا به أشد مدار وكادوا لكثرتهم أن يهدموا عليه الجدار ، حتى جاءته النصرة من أزكي وبهلا ومعهم بنو ريام ، فدخلوا عى الإمام ، فسرّ بقدومهم وتفرقت عنه جيوش أعدائه وقتل منهم من قتل ، فحينئذ اشتد عزم الإمام وقوى سلطانه فأشار على الإمام ذوو الرأي بهدم حصن مانع ابن سنان فعلم مانع بتجهيز الجيش إليه فانهزم من حصنه إلى فنجا وجاء الجيش فهدم الحصن وقصد مانع بن سنان إلى مسكد ثم سار إلى لوى مع محمد بن جفير.
ثم وجه الإمام الجيش إلى بلاد سيت ، وذلك أن سيفا الهنائي لما خرج من بهلا بنى حصنا ببلاد سيت وكان قائد الجيش الشيخ عبد الله بن محمد بن غسان مؤلف كتاب خزانة الأخيار في بيع الخيار فلما نزل الجيش ببلاد سيت خرج الهنائي من الحصن هاربا فأمر الوالي بهدم حصنه فهدم ، ثم أتى الهنائي إلى الإمام يطلب منه العفو والغفران ودانت له جميع قبائل عمان.
ثم جهز الإمام جيشا عظيما وسار فيه بنفسه والشيخ خميس بن سعيد الرستاقي قاصدا ناصر بن قطن في ينقل ، فحاصرها أياما وافتتحها وجعل فيها واليا ، ورجع إلى الرستاق ثم جهز جيشا قويا وأمر عليه الشيخ عبد الله بن محمد بن غسان النزوي وأمر أن يقصد الجو وصحبه من الأعيان خميس بن رويشد الضنكي ، وحافظ بن جمعه الهنوي ، ومحمد بن علي الرستاقي ، ومحمد ابن سيف الحوقاني فأتاها وافتتحها وجعل فيها محمد بن سيف واليا ، ثم قصد متوجها بالجنود إلى قرية لوى وكانت فيها الجبور وقد اختلفوا فيما بينهم وقتل محمد بن جفير ووقعت بينهم العداوة ، فنزل عبد الله بالجامع منها ودارت عساكره بالحصن وكان مالكه سيف بن محمد بن جفير الهلالي ، وأما إخوته ووزراؤه فقد التجأوا إلى النصارى بصحار وكان مانع بن سنان العميري يومئذ بها فكانوا يغزون جيش الإمام المحاصر لحصن لوى بالليل ، ويمدون جماعتهم