الإمام إليه لم يمنع منه وصالح الإمام على أن لا يخرجه من حصنه بل يكون تابعا للحق فتركه الإمام ، ثم عزم الإمام على بنيان حصن سمايل القديم فأسس بنيانه وشيد أركانه وجعل فيه واليا ورجع إلى نزوى.
ثم جهز جيشا إلى مقنيات وسار إليها فلما وصلها وقعت بينهم الحروب فنصره الله عليهم فما لبثوا في حصنهم إلا دون ثلاثة أشهر وافتتح الإمام الحصن وجعل فيه محمد بن علي بن محمد واليا.
ولم يزل سعيد الخيالي وجماعته مسرين البغض للإمام يكاتبون الجبور حتى أدخلوهم قرية الصخبري وقتلوا رجلا من الضحاحكة وناسا من شراة الإمام وغيرهم وحصل فيها جيش الإمام في الحال فوقعت فيها وقائع كثيرة منها وقعة بالعجيفة وهي وقعة شديدة بالغابة ووقعة بالمطهرة ووقعة بالزيادة وهي وقائع شديدة حتى كاد منها ركن الإسلام أن يتضعضع فكثير من القوم أدبر عن الوالي وما بقى عنده إلا قليل وهو في حومة العدو والجموع مشتملة عليه حتى كاد أن يهن عزمه من الخوف فبقي في الحصن الغبيّ محصورا والوالي فيه محمد بن سيف.
وتحقق الخبر عند الوالي محمد بن علي في مقنيات فجيّش الجيوش وقصد ناصرا لمحمد بن سيف بحصن الغبيّ ، فدخل البلد من غير علم الأعداء ففرق شملهم في سائر البلاد ، فمنهم من دخل الصخبري ومنهم من هرب في الفيافي ومنهم من قصد ينقل وهي في ملك ناصر بن قطن بن جبر ونصر الله المسلمين.
ثم إن مانع بن سنان كاتب سيف بن محمد الهنائي بالكتمان ، ونكث العهد وخان ، فجيشا الجيوش ودخلا نزوى ، ولم يخل أهلها من الخديعة والعصيان ، بل كان ذلك سرا بينهم ، وظاهرهم على ذلك بعض القبايل فدخلوا نزوى