إليه ليعذرهم من ذلك فعذرهم ، ومضت السرية حتى وصلت فرق وباتت فيها ، فبعث لهم أهل نزوى بطعام وعشاء ، فبينما هم كذلك إذ سمعوا ضرب المدافع في قلعة نزوى ، فسألوا ما الخبر فقيل لهم إن يعرب بن بلعرب دخل القلعة ، فعند ذلك رجعوا إلى أزكي وكان بلعرب بن ناصر قد سرى سرية أخرى إلى يعرب وبعثهم من جانب الظاهره فلما وصلوا بهلا قبضهم أهل بهلا وقيدوهم بها ، وبعث سرية أخرى إلى وادي بني غافر فانكسرت ورجعت إلى الرستاق.
وأما يعرب فإنه بعث سرية إلى أزكي تسحب مدفعين ، فلما وصلوا إلى أزكي ركضوا على الحصن ثم انكسروا وقتل منهم ناس ، ورجعوا إلى نزوى ، ثم سرى سرية ثانية فوصلوا إلى أزكي فأقاموا بالجني الغربيات يضربون الحصن بمدفع فمكثوا على ذلك قدر عشرة أيام ثم وصل مالك بن ناصر من الرستاق إلى أزكي ، فخرج هو وأهل الحصن إلى قوم يعرب فانكسر مالك بمن معه فأغارت البدو من قوم يعرب إلى سدي وحارة الرحى من أزكي فنهبوا من طرفيها وأحرقوا مقام حمير بن منير وكان خارجا من حارة الرحى ، ثم ركض ولاة سرية يعرب على أهل اليمن من أزكي فانكسروا وقتل والى السرية محمد بن زياد البهلوى وقيل لمالك بن ناصر إن أهل النزار خرجوا مع سرية يعرب حين ركضوا على اليمن فأرسل إلى مشايخ النزار وقيدهم بالجامع من أزكي ثم إنه أرسل إلى أهل الشرقية فجاءت منها عساكر كثيرة وجاء بنو هناة بخلق كثير واجتمعت العساكر بأزكي فركضوا على سرية يعرب وأخرجوا الطبول وأناسا قليلا من جانب المنزلية وخرجت العساكر من جانب العتب يوم الجمعة عند زوال الشمس فكانت بينهم وقعة عظيمة تسمع فيها ضرب التفق (١) كالرعد القاصف وبريق السيوف كالبرق المتراسل ، فانكسرت سرية يعرب ووقع فيهم قتل كثير وقتل من الفريقين قدر ثلاثمائة رجل على ما سمعت والله أعلم.
__________________
(١) التفق : بمعنى البنادق وهي لفظة شائعة في عمان والعراق.