الوجهة التاريخية الصرفة أهم ما في الكتاب ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن هذا الجزء هو السبب في شهرة الكتاب وذيوع اسمه في عصرنا الحالي.
وإنما اخترنا هذا القسم وأسرعنا إلى نشره لشدة الحاجة إليه مصدرا مطبوعا بين أيدي الباحثين والمؤرخين ، راجين أن نكون في عملنا قد يسّرنا بعض سبل البحث وقربنا بعيدها وسهّلنا عسيرها ، على أننا لن نكتفي من الأمر بهذا القدر فقط وإنما سنسعى إلى إكمال تحقيق بقية أجزاء الكتاب ونشرها في مستقبل قريب نرجو ألا يطول انتظار القراء له. ومع هذا وفي سبيل إعطاء فكرة عامة عن منهج الكتاب ومحتوياته فقد اثرنا أن ننشر مقدمته وفهرست مواضيعه كما وضعها المؤلف نفسه.
ويبدو أن هناك نسخا كثيرة من مخطوطة هذا الكتاب في مكتبات العالم ، فهناك نسخ منها في مكتبة المتحف البريطاني وأخرى في المكتبة الوطنية في باريس وأخرى في المكتبة الظاهرية في دمشق وأخريات في كل من القاهرة وتونس وميلانو وبرلين والدمام.
لكن هذه النسخ على وفرتها لم تزدنا علما بمؤلف هذا الكتاب فجميعها خلو من اسمه إلا واحدة قيل إنها نسخة الدمام حملت اسما هو سرحان بن سعيد الأزكوي ، ولكن ورود هذا الاسم لم يحسم النزاع بين الباحثين حول صحة نسبة هذا الكتاب إلى المؤلف المذكور خاصة وأن مصادر الأخبار العمانية لا تذكر هذا الاسم ولا تشير إليه.
ومما يجدر ذكره في هذا الصدد أن هناك كتابين اخرين في تاريخ عمان يكادان أن يكونا صورة طبق الأصل من هذا الجزء الذي ننشره اليوم من كتاب «كشف الغمة» والكتاب الأول هو كتاب «قصص وأخبار جرت في عمان» من تأليف أبي سليمان محمد بن عامر بن راشد المعولي ، والكتاب الثاني هو «تاريخ