وحل البلاء وقلّ العزا |
|
فعند التناهي يكون الفرج |
ثم إن بني هناءة أرسلوا إلى الأمير عمير بن حمير أن أقبل إلينا بمن معك من القوم لندخل بهم بهلا فسار هو ومن معه إلى بعض الطريق فنظر إلى قومه فاستقل عددهم فرجع إلى نزوى وكان بنو هناءة ينتظرونه في ليلة كانت بينهم للدخول فلم يصل إليهم فسار إليه الشيخ سيف بن محمد من دارسيت إلى نزوى وجرى بينهما جدال كثير من باب العتاب ، فقال الأمير عمير بن حمير خذ من القوم ماشئت فأخذ من عنده قوما كثيرا لا يعلم عدده إلا الله تعالى وسار إلى دارسيت والأمير عمير ينتظر الأمر بنزوى ، فجاء الخبر إلى سليمان بن مظفر أن القوم طلعوا من نزوى إلى دارسيت فمنهم من يقول إنهم قاصدون القرية ومنهم من يقول ينعم ومنهم من يقول بهلا فقسم سليمان قومه فجعل بعضا منهم في القرية وبعضا في سليضم. وبنى بنيانا في رأس فلج الجزيين مخافة أن يضره القوم وترك فيه قوما وقسم بقية القوم في بهلا وترك في الخضرا جماعة من قومه وكذلك ترك في حارة الغاف ، وترك في الجامع من البلاد حمير بن جابر بن حافظ ومن عنده من القوم وقسم بقية قومه في العقر.
وكان بن عمه عرار بن فلاح ومن معه من القوم في عيني من الرستاق فسار سيف بن محمد بقدومه من دارسيت إلى بهلا ودخلها وكان أول دخوله من جانب الغرب فتسوروا السور ودخلوا البلاد وكان ذلك منهم ضربة لازب ولم يشعر بهم أحد فقسم سيف قومه ثلاث فرق فرقة باليمين وفرقة بالشمال وفرقة بالوجه وهي التي تلي الجامع من البلاد ، وأحكم أمره في الأماكن المختارة للقتال كمسجد الجامع ومسجد أبي عمر وجميع أبواب العقر فما بقى لسليمان ابن مظفر شيء غير الحصن والخضرا بعد ما قتل من سادات قومه وفرسانه تلك الليلة عدد كبير.