وجعل عمير خلف بن أبي سعيد مأمونه في بهلا ورجع إلى سمايل فأقام خلف بن أبي سعيد في بهلا أربعة أشهر ثم خرج عليه سليمان بن مظفر وابن عمه عرار بن فلاح فدخلوا عليه الخضرا وهو في العقر وكانت هذه الدخلة ليلة رابع من شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة سنة بعد ألف سنة (١) وكان سيف ابن محمد هو وبعض قومه في السر فأرسل سليمان بن مظفر لخلف بن أبي سعيد ليسير بما عنده من الزانة فخرج خلف مسيرا وأخذ الأمان على أهل البلد فمنهم من أقام مكانه ومنهم من خرج خوف السلطان ، فلما علم سيف بن محمد هذا الخبر جاء في السر وعلم به الأمير عمير بن حمير فأقبل من سمايل إلى نزوى ومضى إلى القرية فأخذها ووهبها لسيف بن محمد فكان مأمونه فيها ، ثم رجع إلى نزوى ينظر الأمر عدة أيام فمات سليمان بن مظفر وكان له ولد صغير السن فملك من بعده عرار بن فلاح ، ثم طلع سيف بن محمد إلى نزوى وأخذ من الأمير عمير قوما كثيرا فسار بهم إلى القرية فمكثوا بها سبعة أيام ثم سار بهم ودخل بهم حارة من بهلا اسمها حارة أبي مان فأحدق بهم عرار بن فلاح مدة أيام ثم إنه سيرهم بما عندهم من الزانة وثبت له حصن القرية وتجديد الخدمة مدة سنة وكانت هذه الدخلة ليلة سادس من شهر صفر سنة أربعة وعشرين سنة بعد الألف (٢).
ثم مات بعد ذلك عرار بن فلاح وكان موته لعشر ليال خلت من شهر الحج من هذه السنة ، وملك من بعده مظفر بن سليمان وأقام في ملكه مدة شهرين من الزمان ثم مات ، وملك من بعده مخزوم بن فلاح مدة شهري زمان فخرج عليه نبهان وسيف بن محمد ليخرجاه من الحصن فطلب التسيار فسيروه بلا زانة ولا سلاح وكان خروجه إلى ينقل من مظاهرة فتولى الأمر على أصحابها مدة من
__________________
(١) توافق السنة ١٠١٩ ه السنة ١٦١٠ ميلادية.
(٢) ١٠٢٤ ه ـ ١٦١٥ ميلادية.