من الربيع الاخر سنة ست وعشرين بعد الألف وحكم مقابض البلاد من أولها إلى أخرها إلا الحصن وكان فيه قبيلة من بني علي فتحصنوا وأحدق بهم نبهان واستقام بينهم القتال فخرج رجل من أهل الحصن ومضى إلى الأمير قطن بن قطن ، وكان الأمير يومئذ ناصر بن ناصر فركب محمد بن محمد بن جفير وعلي ابن قطن بن قطن ابن قطن بن علي بن هلال وناصر بن ناصر بن ناصر بن قطن بما عندهم من القوم وكان مسكنهم ببادية الشمال فساروا حتى دخلوا ينقل فاستقام بينهم وبين نبهان بن فلاح القتال واشتد بينهم الطعن والنزال وارتفع العجاج وارتجت الفجاج فانكسر عسكر السلطان نبهان بن فلاح فمنهم من قتل ومنهم من طلب التسيار فسير ومنهم من مضى على وجهه وبلغ الخبر إلى الشيخ سيف بن محمد الهنائي أن نبهان بن فلاح دخل ينقل فخرج بعساكره ليقاتل نبهان فلما كان ببعض الطريق بلغه ما وقع على السلطان نبهان بن فلاح من الأمر الكائن والقدرة الغالبة فرجع بعسكره إلى بهلا.
وأما الأمير عمير بن حمير فإنه كان يومئذ يجمع الجموع لينصر بهم السلطان مالك بن أبي العرب اليعربي على بني لمك ، فأمده بعساكره جمة فكانت الدائرة على بني لمك ولبث سيف بن محمد الهنائي في بهلا وآل عمير في سمايل ومالك بن أبي العرب في الرستاق والجبور في الظاهرة إلى أن ظهر الإمام الأرشد والهمام الأمجد إمام المسلمين ناصر بن مرشد فاستفتح جميع عمان ودانت له جميع البلدان فطهرها من البغي والعدوان والكفر والطغيان وأظهر فيها العدل والأمان وسار في أهلها بالحق والإحسان إلى أن توفاه الله إلى دار الرضوان ومنّ عليه وعلينا وعلى كافة المسلمين بالمغفرة والرضوان إنه كريم منان. وسأشرح ظهوره في الباب الآتي إن شاء الله والله المستعان.