أنني حي فحمله على كتفه وادخله البلد فعوفي من جراحه وعاش بعد ذلك الزمان والله على كل شيء قدير وكان هذا بعد أن دخلت النصارى صحار بثلاثة أشهر.
فلما علم نبهان بموت أخيه ركب من مقنيات إلى ينقل وجعل فيها وزيرا ورجع إلى مقنيات وأقام في الملك بعد خروجه من بهلا إلى الظاهرة ثلاثين شهرا ، ثم إن نبهان بن فلاح خرج من مقنيات إلى ينقل وترك بعض عسكره في حصن مقنيات وكانوا قد ملوه من كثر جوره وبغيه فعزموا على إخراجه من مقنيات ، فوجه رجل إلى الأمير عمير بن حمير وإلى سيف بن محمد لينتصر بهما فسار الأمير عمير وسيف بمن معهما من القوم ودخلوا حصن مقنيات بلا منع ولا قتال وأقاموا مدة أيام ثم ركبا ببعض قومهما إلى ينقل فعلم بذلك نبهان ابن فلاح فخاف على نفسه فركب هو وأربعة من عسكره بلا زانة وقصد إلى دار أخواله الرياسه وذلك لأثني عشر يوما خلت من شهر صفر سنة ست وعشرين بعد الألف (١) وأقام الأمير عمير بن حمير وسيف بن محمد في ينقل أياما ثم إن عمير بن حمير وهب البلاد لأهلها يأكلونها هنيئا ورجع إلى مقنيات ، ثم أرسل إلى أهل البلد فسألهم عما كان يأخذ عليهم نبهان فقيل إنه يأخذ نصف غلة النخل وربع الزرع فاقتصر الأمير عمير عليهم بعشر الزرع ، وأما أموال السلطان فهي لمن أقام في الحصن ، وجعل في الحصن عمر بن محمد بن أبي سعيد ورجع الأمير عمير بن حمير وسيف بن محمد إلى بهلا.
ثم إن نبهان بن فلاح أخذ جنودا من أخواله آل الريس ووصل بهم إلى الظاهرة ودخل فدى وأقام فيها مدة أيام ثم جاءه أحد ممن كان له مصاحبا من قبل من أهل ينقل فقال له نحن ندخلك البلد ونثبت قدمك ونشد عضدك وننصرك على القوم ونستفتح لك الحصن ، فسار بقومه ودخل ينقل ليلة النصف
__________________
(١) ١٠٢٦ ه ـ ١٦١٧ ميلادية.