يمشي دائما برأس مكشوف ؛ انه شخص متوان ، وكائن حقير جدّا ؛ وأخيرا ، الزنجي سعيد ، العبد السابق لمحيسن الذي اعتقه ، وزوّجه ؛ وتبناه ؛ وسعيد قصير القامة ولكنه قوي البنية ؛ وهو يسوق مفرزتنا. إن الاحتفاظ على الدوام بالتوازن في الشقدف ، وخاصة إذا كان أحد الراكبين اثقل من الآخر ، أم صعب جدّا ؛ ودائما كنت أسمع ، وبخاصة في البداية ، صيحة البدو «حاجي متاعك» أو «قدام» أو «وراء». بفضل الشقدف الجيد والوزن الواحد مع حارث ، لم يتسنّ لي أن أسمع هذه التعليمات.
على بعد نحو ٦ فرستات من المدينة المنورة ، تدخل الطريق في مضيق عريض ذي جانبين منحدرين تدريجيّا ، نمضي فيه حتى الحمرا. والطريق على طول امتداده هذا ملائم لأجل التحرك ، متساو ومنبسط تماما ، وذو تربة رملية صلبة ، وكمية كافية من الماء والوقود. في هذا اليوم سرنا في أوج القيظ حتى ساعة متأخرة من المساء ٢ / ١ ٨ ساعات ، وبالأجمال سرنا ١٤ ساعة ، وتوقفنا لمبيت الليل عند بئر درويش ، بينما سبقنا القسم الأمامي من القافلة شوطا وتوقف عند بئر الشهداء.
في الليل ، دفنا شيخا من مواطنينا! كان مريضا في المدينة المنورة ، ومريضا سافر. وعند الرحيل طلب عمر بالحاح من الشيخ أن يبقى قائلا له انه لن يتحمل مشقة الطريق ، ولكن المسكين كان يريد العودة إلى الوطن بأسرع وقت ، فلم يبق ، ومات في الشقدف بعد الرحيل بساعتين ؛ كذلك ماتت إمرأة من المغاربة. في القسم الأمامي كانت أيضا بضع وفيات.
٢٨ أيار (مايو). يوم الخميس. اليوم قطعنا مرحلة غير كبيرة من الساعة ٢ / ١ ١١ صباحا إلى الساعة ٢ / ١ ٧ مساء ، بانتظار القافلة الفارسية لأن الطريق لاحقا محفوف بمخاطر كبيرة ؛ ومقوّمونا لا يتجرؤون على السير وحدهم.
مكان قضاء الليل عند بئر أخرى. من الصعب أن يتصور المرء مبلغ صعوبة الانطلاق والسير في أوج القيظ! في الليلة السابقة قتلوا في القسم