تقلبات الحرارة ، بقدر ما استطعت أن أراقب ، ليست كبيرة في سياق اليوم الواحد.
في الطريق من مكة المكرّمة إلى المدينة المنورة ، في النصف الأول من أيار (مايو) ، اسفرت المراقبات عن نتائج متنوعة ، تبعا لمحلة ؛ وكانت الحرارة بالمتوسط في الخيمة ٣٥ درجة ريومور فوق الصفر كحد أقصى و ٢٨ درجة فوق الصفر كحد أدنى.
وتسنى لي أن أراقب أعلى درجات الحرارة في أوائل تموز (يوليو) بين المدينة المنورة وينبع ، قرب بير السيّد ، حيث أشار ميزان الحرارة إلى ٤٤ درجة ريومور فوق الصفر في الظل ؛ ولكن لم يتسن وضع ميزان الحرارة في الشمس نظرا لقلة طول مقياس الحرارة.
إن ما هو رهيب بخاصة على الإنسان في الحجاز ليس الحرارة العالية ، بل الرياح الحارقة التي تهب في حزيران وتموز (يونيو ويوليو) في عموم الحجاز والتي تسمى هنا السأم. وهذه الرياح ليس لها اتجاه معين. والرياح التي اضطررت إلى معاناتها كانت تتجه من الجنوب الغربي ؛ وهي لا تتسم بطابع زوبعة ما ، ولكن وجودها يتبدى دائما بشعور مؤلم مرهق تحدثه في الجسم البشري. وحين كانت تهب السأم ، كانت نظاراتي تتأجج إلى حد انه كان يتعين عليّ نزعها ؛ والماء النازل عن غير قصد على الجسم يثير في حال التبخر الما روماتزميا قويا.
يعرف البدو كيف يمزون السأم الخالصة عن السأم المختلطة مع رياح أخرى ، وكيف يميزون الريح الضارة جدّا عن ريح أقل ضررا ، ويتنبأون ببداية الريح ؛ والاسم الرهيب «السأم» لا يطلقونه على جميع الرياح الحارة التي تهب في الأوقات الحارة من السنة.
هذه الظاهرة ليست رهيبة على الغرباء وحدهم ؛ فإن بدويينا سواقي الجمال قد عانوا هم أيضا من شعور القلق حين هبت السأم ، ودسوا في