الجبلية نحاسية ، وتحشى من الخزنة ، وفي بطاريات الميدان ، فولاذية ؛ وفي القلاع مدافع قديمة من شتى الأنظمة والعيارات.
وقد أضيفت إلى تجهيز الرجال مناديل قطنية بيضاء سميكة ، مساحتها؟؟ أرشين (١) مربع يلفون بها رأس فوق الطربوش في القيظ.
طعام الجنود ، كما سمعت ، مرض ؛ وأقول بالمناسبة انه تظهر في بازارات مكة والمدينة المنورة أعداد كبيرة من أرغفة الجنود المخبوزة جيدا من طحين شبه أبيض ويشتريها الحجاج بطيبة خاطر. أثناء إقامتي ، وزعت القوات المسلحة كما يلي : في الرأس الأسود والبحرة ، حيث الطوابير ترابط موقتا حتى نهاية حركة الحجاج ، في خيام سيئة جدّا ؛ في مكة ، ترابط العساكر في ثكنات في قلعتين صغيرتين ؛ في رابغ ترابط في منشآت ضمن القلعة ؛ وفي المدينة المنورة ، ترابط في ثكنات حسنة المنظر ولكنها قذرة جدّا في الداخل كما رووا لي ؛ وأخيرا ، في ينبع ، تعيش في الخيام.
نسبة الأمراض ونسبة الوفيات بين الجنود ، كما يقول الجميع ، كبيرتان جدّا ؛ فإن المناخ غير المألوف يمارس تأثير فتاكا. ورأيت في مكة والمدينة المنورة وجدّة (في خارج المدينة) مستشفيات عسكرية لعلاج المرضى.
وقد سمعت من السكان المحليين شكاوى من السرقات الصغيرة التي يقترفها الجنود من الدكاكين ومن المحال التجارية الأخرى. وقد فسّر السكان ذلك قائلين : «لا يعطونهم ما ينبغي ولذا يسرقون».
والجنود لا يتحلون أبدا بهيئة عسكرية جيدة ، الأمر الذي يفسره ضباطهم الذين تسنى لي أن اتحدث معهم بقصر مدة الخدمة وبالمناخ الحار الذي لا يتيح تدربيهم كفاية.
__________________
(* *) الارشين ـ ٧١ سنتمترا. المترجم.